إستمتعت بلقاء
الطيور الثانى و إن كان قد اختلف فى المزاق عند
اللقاء الأول. و هنا أود ان اوضح ان هذه اللقاءات فى رأيى ما هى الا محاولات لإستحضار حالة فكرية او استلهام روح معينة أحسسنا بها فى الميدان و ليس الهدف منها خلق توافق بشكل مباشر و الإتفاق على خطوات واضحة للتحرك الثورى او السياسى. هذه اللقاءات هى فرصة لتنشيط الوعى الجمعى و تحفيزه و ليس توجيهه بصورة مباشرة فى اى إتجاه. و يقوم بإدارة هذه العلمية
علاء عبد الفتاح بقدر عال من الحرفية ممزوجة بالديكاتورية المحمودة.
افتقد هذا اللقاء الحميمية و التفاعل النشط الذى لمسته فى اللقاء الأول و ممكن تعليل ذلك لسييبن. أولاً: العدد المهول للحضور الذى تجاوز الطاقة الاستيعابية لمسرح روابط، ثانياً: الموضوع نفسه الذى تناول جهاد االنشطاء فى العشر سنين السابقة للثورة و هو موضوع -على جمالة و اهميته- لا يمثل قضية ملحة كما كان هو الحال فى اللقاء الأول. و أود هنا أن اسجل انطباعاتى:
- كثير من المظاهرات الكبيرة منذ عام 2000 كانت تبدأ بإعتراض على أحداث فى محيطنا العربى وبالخاصة فلسطين و لكن سرعان ما كنت تتحول هذه المظاهرات إلى إنتقاد للنظام السياسى فى مصر
- المظاهرات الحاشدة ضد حرب العراق فى 20 مارس 2005 و الإحتكاك بقوات الأمن فى ذلك الوقت كانت اول تجربة عملية لكسر حاجز الخوف و إكشفت فيها الجماهير ان وجودها بكثافة يفقد الجهاز القمعى هيبته و انهم قادرون على "إمتلاك الشارع" و هذا بالرغم من ان قوات الأمن قامت بإعتقال ما يقرب من 2000 متظاهر فى ذلك الوقت.
- الإنترنت لعبت دور مهم فى تنظيم النشطاء حتى قبل ظهور الشبكات الإجتماعية.
- التعاون بين اليسار و الإخوان بدء فى الجامعات منذ 2005 و كان ضد سيطرة امن الدولة على الإنتخبات الطلابية.
- لعب الإعلام الحر (مثل قناة الجزيرة) دور مهم فى إلقاء الضوء على أحداث تم فيها كسر المحرمات السياسية، مثل المنادة بإسقاط النظام و تدمير صور حسنى مبارك فى المظاهرات العمالية.
- نظاهرات المحلة فى فبراير 2008 و القمع الأمنى و شجاعة العمال فى ذلك الوقت جعلت وائل خليل و حسام الحملاوي مؤمنون بحتمية سقوط النظام.
- النشطاء اليساريون كانوا فى الصفوف الأولى فى المظاهرات و الإحتجاجات و لكنهم لا يدعون القيادة. كانت الجماهير تتحرك بوعى و بتنظيم ذاتى اذهل وائل خليل و كأنها مستوعبة كل التراث البشرى عن الثورات و الإنقلابات الكبرى
- يتفق النشطاء ان المظاهرات و الإحتجاجات قبل 2011 كانت لها دور مهم فى التمهيد للثورة.
- كثيرمن الحضور شعروا انهم لم تتاح لهم الفرصة لإبداء آراءهم و لهذا يجب ان نفكر فى ألية لجعل مشاركة الحضور اوسع فى الندوات القادمة و سوف اقوم بعمل تدوينة عن بعض الأفكار فى هذا المجال.