نزلت الميدان و كانت تجربة فى مجملها جيدة، سأتكلم فى هذه المدونة عما رأيته من سلبيات و إجابيات.
السلبيات
- رأيت الإسلاميون و فى الأغلب السلفيون يقومون برفع شعارات غير توافقية و يخوضون فى هتافات أقرب لغزوة و كان المصرييون او باقى القوى السياسية تنادى بالفسوق و الكفر. هذا مع العلم انه كان هناك اتفاق على عمل سوياً على مطالب توافقية.
- لم ارى اى من الإسلاميون يهتفون من اجل اى من المطالب التوافقية كمحاكمة رموز الفساد و قتلة المتظاهرون.
- انحصر الهتاف فى اغلب الأحوال ب"إسلامية إسلامية" و "الشعب يريد تطبيق شرع الله". كان اسلوبهم اقصائى و كأنهم يريدون ان يسأثروا بإرادة الشعب. و عند مناقشتهم فى كيف يمكن ان يكون هذا الكلام غير مقبول من إخوانهم الأقباط كانت الإجبات دائماً تتمحور حول حال المنقبات فى فرنسا و كان فهمهم للديقراطية ينحصر فى فرض رأى الأغلبية على الأقلية.
- فى نهاية النهار ترك الإسلاميون الميدان فى حالة يرثى لها من تكدس المخلفات و كأنهم يرون ان على المعتصمين القيام بأعمال النظافة من أجلهم و هذا التصرف بعيد كل البعد عن أخلاق الميدان.
- كان القليل منهم يتدخل فى وسط بعض المحاولات للحوار بشكل عدائى و يكرثون روح الفرقة و الإستقطاب.
- للأسف فأن تصرفات كثيراً من الإسلاميين افقدتهم كثيراً ممن كان متبقى لدى ثوار التحرير من رصيدهم من أيام الإعتصام الأولى.
الإجابيات
- كل من قابلتهم من الإخوان فى هذا اليوم كانوا على قدر عال من دماثة الخلق و حسن الحوار و كان الحديث معهم هادئ سعياً لإيجاد ارضية مشتركة و توضيح وجة نظرهم بشكل رصين حتى فى حالة الإختلاف.
- كثيراً من السلفيون كانوا متقبلين الرأى المخالف و إن كان حماسهم ذائد فى كثير من الإحيان لأرائهم يجعل الحوار صعباً بعض الشيئ.
- كان هناك اقتناع مع كثير ممن تحدثت معهم لفكرة عدم إقصاء اى فصيل سياسى او فكرى او دينى و كانت هناك قناعة بعد النقاش لكثير منهم ان هذا قد يؤدى الى كارثة.
- كان هناك تقبل لوجهة نظرى الموضحة ان الديمقراطية لا يمكن ان يتم إختزالها فى صنادية الإقتراع و لكن يجب ان يكون هناك نظام يحمى الإقلية من فرض رأى الأغلبية لتحقيق السلام الإجتماعى.
- كان هناك موافقة فى أغلب المناقشات على عدم وجوب إستئسار اى تيار بكتابة الدستور و لكن يجب ان تكون هناك الية لخلق التوافق حتى نشارك بعض فى وطن واحد.
- كان كثير من عقلاء السلفية و الإخوان يتدخلون اذا بدء الحوار يتحول إلى صياح و زعيق.
- لقد سعدت كثيراً ان الروح السائدة كانت للجميع ان يتجنبوا الإحتكات الحادة حتى مع الإختلاف. و هذا امر مشجع لقابلية القيام بالحوار مع الإسلاميين فى المستقبل.